الأحد، 1 نوفمبر 2009

الإعجاز القرآني في خلق الإنسان 4

 4الإعجاز القرآني في خلق الإنسان



 وقد خلقكم أطوارا
نتعرض الآن لأطوار التخلق الإنساني ..
قال تعالى{مالكم لاترجون لله وقارا.وقد خلقكم أطواراً}ثم أشار بعد ذلك إلى أهم هذه الأطوار حين قال :
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين .ثم جعلناه نطفة فــي قرار مكين .ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين }
المرحلة الأولى:
 {ثم خلقنا النطفة علقة}                                {خلق الإنسان من علق}   
   تبدأ النطفة بتلقيح البويضة ثم تنقسم البويضة وهي في طريقهاإلى الرحم إلى إثنين فأربع فثمان ثم يتم دفعها عن طريق أهداب البوق إلى أن تصل إلى الرحم وتبدأ خلاياها الخارجية في أخذ وظيـفة التعشيش فتغرس أذرعا تخترق بها مخاطية الرحم وتستمر عملية العلوق 24 ساعة والناظر لهذه العلقة يراها ينطبق عليها فعلا التصوير القرآن     
                   تلقيح البويضة                    
المرحلة الثانية:
{فخلقنا العلقة مضغة }
تتم في الأسبوع الثالث بتكوين اللوحة المضغية وتميزها إلى ثلاث وريقات ثلاث (خارجية- وسطى – داخلية)وحتى الأسبوع الرابع لايكون هناك أي تمايز لأي عضو أو جهاز ويمكن تسمية هذه المضغة بالمضغة (غيرالمخلقة) .

 المضغة المخلقة                                             المضغة الغير مخلقة  

ثم تبدأ في الأسبوع الخامس عملية (التخلق)كما سماها القرآن وفيها تتميز تلك الوريقات إلى أجهزة وأعضاء وتنتهي عملية التخلق في الشهر الثالث وتسمى هذه المرحلة بالمضغة المخلقة وهكذا يتضـح إعجاز المبدع العظيم في قوله:
(ثم من علقة ثم من مضغة مخلقةوغير مخلقة) وهنا لغز يحير العلماء ويتجلى في إعجاز الله سبحانــه وتعالى كيف تتميز اللوحة المضغية إلى وريقات مختلفة تماما في تركيبها الخلوي مع أن هذه اللوحة كل خلاياها متماثلة؟
يوم يصل الإنسان لحل هذا اللغز سيوقن  بآيات الله القائل: {هو الخالق البـــارىء المصور له الأسماء الحسنى}
لم تقتصر الأية على ذلك فقط ولكن ذكرت عملية التمايز والتخلق والتي تبدأ من المضغة فيقول تعالى {فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما}ومن يدرس هذه العلاقة تشريحيا يجد فعلا علاقة الكساء بين العضلات والعظام فهي محاطة ومكسوة بالعضلات بنفس هذا الــمعنى اللفظي .
                                                              
  المرحلة الثالثة:
{ثم أنشأناه خلقا آخر}
وتبدأ بعد الشهر الثالث وفيها يزيد الجنين وزنا وتسعى الأجهزة إلى التكامل ويبدأ بعضــها في العمل(كالقلب – الجهاز الهضمي)
أما حركة الجنين فتبدأ في آخر الشهر الثالث وبداية الشهر الرابع حيث يتم عمـلية اتصال الجهاز العصبي بالأجهزة والعضلات أما نبض القلب فيبدأ بعد بداية الشهر الرابع ويمكن سماعة في  الشهر الخامس وهذا يتطابق مع مابينه القرآن منذ أربعة عشر قرن حيث قال:
{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهـن أربعة أشهر وعشر}
     والإعجاز في هذه الآية واضح حيث حددت وبالضبط الوقت لتشخيص الحمل.

 
المرحلة الرابعة :   
{ونفحت فيه من روحي }
بعد ذلك يأتي البعد الإنساني أوالروح وهو البعد الذي جعل من الطين الرخيص بشرا سويا تسجد له كل الملائكة قال تعالى :
{إذ قال ربك للملائكة إني خالــق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه مــن روحي فقعوا له ساجدين}.
 




  تخلق الإنسان من نطفة واحدة
عند حدوث الجماع فًٌٍَُُِإن كل دفقة مني تحوي (3-5)سم3.كل (1)سم3 منـها يحـوي (60-80) مليون حيوان منوي, كل حيوان منوي يتكون من رأس وذيـل يساعده على الحركــة وهنـا يبدأ السبـاق الكبيــر بيــن هذا العدد الهائل من الحيوانـات المنــوية والذي يكون بدايــته مهبل المرأة ونهايتــه الوصول إلى البويضة العروس ومن بيــن الملايــين مـن الــحيوانات المنوية لايصل إلى البويضة إلا عشرات الحيوانات فقـط ولا يفوز بهـا إلا حيوان فقط يخـترق جدار البويضة الشفاف من موضع معين ويتـم تلقيح البويضة في الثلث الأخـير من البـوق ويكتمل العــدد الصبغي وتكتسب البويضة من هذه اللحظة قوة حيوية جديــدة أما بقيـة الحيوانات فتموت صرعى في الطريق 

 





 لكل انسان بصمة خاصة
قال تعالى : 
{ أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه  }
ن في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة .
يتم تكوين البنان في الجنين في الشهر الرابع وتظل ثابتة ومميزة طوال حياته , ولذلك تعد البصمة دليلا قاطعا ومميزا لشخصية الإنسان معمولا به في كل بلاد العالم ويعتمد عليه القائمون على تحقيق القضايا الجنائيه .
ومن عجيب هذه الخطوط أنها تبقى من المهد إلى اللحد وإذا عرض لها ما يتلفها مثـل الحـرق مثلا عادت بعد البرء إلى هيئتها الأولى التي كانت عليها .
وليست بصمات الأنامل وحدها لكن بصمات أصابع القدم كذلك لها نفس الطابع الإعجازي .
من هذا كله يتبين لنا صدق وحقيقة عدم مطابقة البصمة التي ورد ذكرها في القرآن لأي شخص غير صاحبها فهي المميزة لشخصية الإنسان .  






 العظام مصنع لتوليد الدم
لقد سبق القرآن العلم بمئات السنين في تقرير حيوية العظام وأهميتها في وظائف الإنسان .ففي سورة مريم أن سيدنا زكريا عليه السلام دعا ربه أن يهب له غلاما بالرغم أن امرأته كانت عاقرا وأنه وهن العظم منه .
قال تعالى : { قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الـرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا } .
فقد نبه القرآن الكريم إلى علاقة العظم بإنتاج الأولاد .
فقد قرر العلم أخيرا أن للعظام وظائف مهمة تتوقف عليها حياة الإنسان فهي تحتــوي كل ما يحتاج إليه الجسم من الفسفور والكـالسيوم وتنظم عملية توزيعه تنظيما يحفظ ضربات القلب وحــركـة العـضـلات وكذلك فإن العظام تنتج كريات الدم الحمراء والبيضاء طوال حياة الإنسان بلا إنقـطاع كما قرر العلم حديثا أن حالة العظام تؤثـر مباشرة على الجهاز العصبي وأنها لذلك تتدخل تدخلا مــباشرا في قدرة الإنسان على التوالد وإنجاب الأطفال وهذا ما قاله القرآن الكريم .




 الجلد مكان الإحساس



قال تعالى  {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلمـانــــضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما} فماذا قال العلم عن وظيفة الجلد التي قال عنها القرآن أنهـامكان الشعوربالألم والعذاب؟  
إن أهم ما أوكل إلى الجلد هو(وظيفة الحس ) بجمـيع أنماطـه من لمس وحرارة وألم .ففي سطحه الفسيح يوجد ما يدعى بنقاط الحس وهي التي يبدأ منـها صدور الشعور وتوافق نهاية اللييفات العصبية وعدد هذه النقاط في السنتيمتر المربع يختلف حسـب شأن البقعة في استقبال الحس وأكثرها في الأنامل وينتقل الحس من تلك النقـاط إلى اللييفـات فالألياف حتى مراكز الجملة العصبية المركزية حيث يكون إدراكها وإستبيان دلائلها ..وقد جـاء هذا صريحا في أن الجلد دون غيرة من أجزاء البدن هو وحدة مصدر الألم .
فهل كان لمحمد صلى الله علية وسلم أجـهزة تشريحـية خاصة به دون غيره من البشر ؟
أم أن هذه آية من آيات الله تشـهد أن القرآن كلام الله قد نزل بعلمه . 
    



 الظلمات الثلاث 

قال تعالى : { خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون }

ًًٌٍٍٍَُُِِِْلقد ورد في التفاسير أقوال كثيرة حول المراد بالظلمات الثلاث , وتذكر معظم التفاسير بأنها ظلـمة الرحم وظلمة المشيمة وظلمة بطن الأم .

إلا أن مذهب أبي عبيده يقول : إنها ظلمة بطن الأم ورحمها وصلب الرجل .
ومما يستفاد من هذه الآية علميا :
أنه لابد لكي يتم الخلق كاملا قويا دون تشوه أن يتم ذلك في جو مظلم , فالخلايا الابتدائية لا تعيش في نور الشمس بل تجف أو تتشوه أو تموت .ففي الآية تعليم للبشر بمراحل خلق الإنسان فلا بد مـن وجود البيضة في ظلمة المبيض ونطفة الذكر في ظلمة خصية الرجل ولابد مــن وجـود وسط استنبـات يشبه وسط الرحم وأن يكون فـــي ظـــلمة . وهذا مـا يحدث حاليا بعملية زراعة الأنابيب .
هذا غيض من فيض مما تشير إليه الآية الكريمة من معان سبقت الطب الحديث بعشرات من القـرون بيانا وعلما وحكمة .





 شهادات منصفة
أعرض هنا لأحد مشاهير العلماء وهو عالم غربي من أكبر الجراحين والأطباء المشهورين وهو الدكتور ( موريس بوكاي ) الذي شرح الله صدره للإسلام فأسلم بعد علم ودراية .
درس الدكتور بوكاي القرآن دراسة طويلة بدأت عنده بدراسة ترجمـات القرآن إلــى اللغات الأجنبية وانتهت إلى طلب المزيد فما كان منه إلا أن تعــلم اللغة العربية وتفـهم القرآن تفهما صحيحا وعلميا وكتب فـــي ذلك كتبا ومؤلفات وقد ألقى محاضرة في أكاديمية العلوم الفرنسية بباريس عام 1967 حضرها حشد كبير من العلماء وبعد أن عرض حقائق القرآن الكريم في شتى ميادين العلم سأل أخيرا أحد العلماء قائلا :
( هــل لكم أن تخبروني من أين جاء محمــد بهذا العلم الحديث وقد أكــدتم أنفسكم يا علماء الغرب والشرق وبعد محاورات طويلة عبر الزمــــن أن ما جاء منسوبا للـتوراة والإنجيل جاء مناقضا للعلم الحديــث ومفاهيمه فطرحتموه جانبا تاركين أمره لخيال   المؤمنـين وأهل الأديان ..فمن أين لمحمد هذا العلم ) .
فسكت الجميع وليس من مجيب .....
فقال بوكاي : بالطبع لاجواب عندكم والجواب عندي أنه من عند الله وأن محمدا رسول الله.وقد أحدثت هذه المحاضرة ضجة إعلامية في أنحاء أوروبا أن هذه الحقائق العلمية لدليل واضح على سبق القرآن للعلوم الحديثة في عالم الأجنة أو غيرها . 
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق