الاثنين، 2 نوفمبر 2009

الإعجاز القرآني في الفلك 1


الإعجاز القرآني في الفلك


أصـل الكون

قال تعالى:{ أولم ير الذين كفروا  أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ..}
هذه الآية تخبرنا أن السموات والأرض كانتا شيئاً واحداً ثم انفصلتا .. هذه معجزة من معجزات القرآن الكريم يؤيدها العلم الحديث الذي قرر أن الكون كان شيئاً واحداً من غاز ثم انقسم الى سدائم ...وعالمنا الشمسي كان نتيجة تلك الانقسامات.
ومما يؤيد هذا القول أن العلماء استدلوا على أن الشمس (67) عنصرا ،ً وسيزيد المستدل عليه من العناصر في الشمس إذا ذللت الصعوبات التي تقوم في هذا الشأن .
والعناصر الشهيرة في الشمس شهيرة بيننا نحن معشر أهل الأرض وهي)الهيدروجين – الهيليوم-الكربون-الآزوت- الأوكسجين-الفوسفور-الحديد..)
استدل العلماء على كل هذا بالتحليل الطيفي –وهو الذي استدل به الكميائيون اليوم في مختبراتهم على ما تحتويه المواد الأرضية من عناصر يكشفون عن نوعها ومقدارها.
وهذه هي الفكرة العلمية الجديدة عن الكون ...فقد توصل العلماء خلال أبحاثهم ومشاهداتهم لمظاهر الكون أن المادة كانت جامدة وساكنة في أول الأمر،وكانت في صورة غاز ساكن كثيف متماسك.
وقد حدث انفجار شديد في هذه المادة قبل 5000،000،000،000 سنة على الأقل فبدأت المادة تتمدد وتتباعد أطرافها .. ونتيجة لذلك أصبح تحرك المادة أمراً حتمياً لابد من استمراره طبقاً للقوانين الطبيعية القائلة : إن قوة الجاذبية في هذه الأجزاء من المادة تقل تدريجياً بسبب تباعدها ومن ثم تتسع المسافة بينها بصورة ملحوظة.

نشــأة الكون
قال تعالى :{قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداًذلك رب العالمين .وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين .ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين}
القرآن يصرح أن السماء كانت في بدء خلق الكون دخاناً ..ويأتي العلم اليوم مصدقاً لما جاء به القرآن.
فالعالم الفلكي (جيمس جينز) يقول:
(( الراجح أن مادة الكون بدأت غازاً منتشراً خلال الفضاء بانتظام وإن السدائم خلقت من تكاثف هذا الغاز))
إن تشبيه مادة خلق السموات بالدخان دون (الهباء أو البخار او الهواء يشير إشارة مدهشة رائعة الى أن مادة السماء الأولية قبل خلقها كان لها من الصفات الهامة ما يشبه صفات الدخان العادي الذي يتصاعد من النيران..كانت مادة مظلمة بذاتها مفككة الأجزاء خفيفة ومنتشرة في الفضاء كما ينتشر السحاب ،ساخنة إلىحد ما ،وهي كالدخان العادي كانت حاوية لدقائق انواع المادة الثلاثة الصلبة والسائلة والغازية.

تمدد الكـون وتوسعه
قال تعالى:{والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}
في هذه الآية إشارة الىأن السماء وما فيها ..وحدود الكون والفلك في توسع مستمر ..وقد صرح القرآن بذلك .وأثبت علم الفلك  ذّلك أيضاً.
وقالوا إن الفلك والفضاء كالبالون ينفخ فيتوسع شيئاً فشيئاً . وقد لاحظ علماء الفلك في اقصى مايدركه المنظار علامات تدل على حركة السدم الخارجية..حركات نظامية ،واستدلوا منها على أن جميع السدم الخارجية أو (الجزر الكونية)تبدو على أنها تتباعد عن مجموعتنا الشمسية..بل إنها تتباعد عن بعضها البعض.
إن العلماء يعتقدون ان دائرة المادة كانت (1000) مليون سنة ضوئية في أول الأمر ..وقد أصبحت هذه الدائرة الان عشرة امثال بالنسبة إلى الدائرة الحقيقية
وهذه العملية من التوسع والامتداد مستمرة دون توقف..

حركة الشمس وجريانهـا
هل الشمس  ثابتة ؟...الجواب: لا
دل الرصد على ان الشمس تسبح في الفضاء متنقلة بين النجوم والشموس وسرعتها قدرت بثلاثين كيلومتر في الثانية الواحدة ،وهي متجهة نحو أحد النجوم المعروف باسم (الجاثي على ركبتيه)مصحوبه يسياراتها ..وعلى هذا يكون مدار الأرض حول الشمس حلزونياً لا إهليجياً....
والشمس في حركتها السنوية تمر بما يسمى البروج وهي المناطق الممتدة على جانبي الشمس.. وقد قسمها الفلكيون الى إثني عشر قسماً كل منها سمي برجاً والشمس في كل شهر تمر ببرج .
قال تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم { .

الشمس جـرم ملتهب
الشمس
إن القرآن الكريم حين يتحدث عن الشمس يصفها دائماً بأنها (سراج منير) فا لسراج والإضاءة صفتان للشمس دائماً..
قال تعالى:{تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً{
ويلاحظ أن القرآن إذا تحدث عن القمر وصفه دائماً بأنه منير ..فالإنارة صفة للقمر دائماً  .
وإذا عدنا إلى اللغة العربية لنتبين المعنى الدقيق لكل من (سراج ومضيء) و(منير) ولنقف على مظاهر الفرق بينهما نجد أن الشيء لايقال عنه (سراج أو مضيء) إلا إذا كان الشعاع منبعثاً من جوهره ..وتقول عنه (منير) إذا انعكس عليه الضوء من جرم آخر..
وبناء على هذا البيان اللغوي تكون الآية ناطقة بأن الشمس جرم ملتهب وأن القمر جسم بارد لاحرارة فيه ،وإنما يكسب نوره من الشمس .

تعد د الشمـوس
قال تعالى:{ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ،لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون}
إن نون النسوة والتي هي للجمع في قوله تعالى (خلقهن)فيها إشارة إلى تعدد الشموس والأقمار..هذا ماأثبته العلم.
ففي الفضاء تسير مجموعات شمسية مع كواكبها التي هي مثل شمسنا وأعظم منها ،ولكل كوكب قمر تابع له أوأكثر من قمر ..فسبحان المسير لتلك الأجرام بدقة وانتظام.
لقد اكتشف علماء الفلك أن الشموس تزيد عن مائتي مليون شمس ،هذا ما تم اكتشافه ،فما بالك بالذي لم يتم كشفه حتى الآن .
انقضـا ض الشهب

الشهب:
(( هي نقطة مضيئة تلمع في السماء وتسير بحركة سريعة تاركة وراءها ذيلاًمنيراً ثم لاتلبث ان تنطفيء))
وفي لسان العرب :(الشهب) مفردها  (الشهاب) الذي ينقض ليلاً وهو في الأصل الشعلة من النار. هذه الشهب أشار إليها القرآن الكريم إشارة صريحة بنفس التسمية التي أخذها العلم واطلقها ((الشهب))
قال تعالى:{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .وحفظا من كل شيطان مارد . لايسمعون إلى الملأ  الأعلى ويقذفون من كل جانب . دحوراً ولهم عذاب واصب.إلا من خطف  الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}
وإرسال الشهب –كما قرر القرآن-هو على الشياطين صداً لها عن إستراق الشمس ومنعاً لها عن تجاوز حدود معينة في اتجاه السماء:
{وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً}  .


القمر كان مشتعلاً ثم انطفأ
القمر
لقد كشف العلم أخيراً ان القمر كان مشتعلاً في القديم ثم محي ضؤوه وانطفأ وهذا السر لم يعرف إلا قريباً ،وبعد أن تيسرت الآلات للباحثين .. جاء ذلك في  قوله تعالى :  (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل  وجعلنا آية النهار مبصرة}
فآية الليل القمر ،وآية النهار الشمس ،ومحونا آية الليل أي طمسناها وأزلنا ضوءها ،والمحو والطمس لايكون إلا بعد  الإنارة ،فمن هنا عرفنا أن القمر كان مشتعلاً ثم محي ضؤه .
وقد ورد هذا الكشف العلمي على لسان حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث يقول ((كان القمر يضيء كما تضيء الشمس ،والقمر آية الليل والشمس آية النهار(فمحونا آية الليل) السواد الذي في القمر)) .

كرويـة الأرض

الأرض
يقول تعالى:{والأرض بعد ذلك دحاها )
لفد وردت كلمة (دحا) صريحة، و(الدحية) :هي بيضة النعام ..فالآية الكريمة ، إذن حددت ليس كروية الأرض فقط ..بل حددت كونها بيضوية وهذا ما ثبت يقيناً بالأقمار الصناعية التي صورت الأرض من بعد آلاف الكيلومترات..
وعندما يقرأ الإنسان المؤمن الآية الكريمة :{ وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق{
إن كلمة ( عميق ) هذه تشهد بعظمة القرآن الكريم ..فلو كانت الأرض مستوية مسطحة لقال القرآن (يأتين من كل فج بعيد)لأن كلمة (بعيد) تفيد المسافة بين شيئين على مستوى واحد .. ولكن الأرض كروية ..فالقادمون إلى مكة المكرمة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها، وذلك بحسب انحناء الأرض الكروي لذا جاءت الآية ( من كل فج عميق ) .
وهذا في القرآن كان وما يزال يتلى منذ قرون طويلة ...إنها حقائق علمية رائعة .  


دوران الأرض

لقد أثبت القرآن الكريم حركة دوران الأرض ..وكانت كلمات القرآن الكريم منتقاه بعناية ودقة  من لدن حكيم خبير لاتترك مجالاً للشك عند أهل العلم ..فقال تعالى – بأسلوب  إعجازي هو أسلوب القرآن الكريم الدائم:
{   وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون{
إن هذه الآية تقرر أن جميع الأجسام التي تخضع لجاذبية الأرض مثل الجبال والبحار والغلاف الجوي..إلخ..تشترك مع الأرض في دورتها اليومية حول محورها ،ودورتها السنوية حول الشمس..وبذلك يصبح نصف وجه الأرض في ظلام دامس في الليل بينما نصفها الآخر في النهار نتيجة لدوران الأرض حول نفسها ..لكن هذه الدورة لاتدرك بالحس فهي مثل حركة السحاب في الجو..
فلماذا لانطأطيء الرؤوس لعظمة السبق الموجود في القرآن اعترافاً بإعجازه العلمي؟.

الحياة على ظهـر الكواكب
لابد أنهم يشبهونه الى حد ما
يقول تعالى:
{ولله يسجد ما في السموات ومافي الأرض من دآبة والملائكة وهم لايستكبرون}
ويجب أن لانظن مطلقاً ان الملائكة يدخلون في معنى كلمة (دآبة) لانهم لايدبون على الأرض ولايسيرون على أقدام..ولاتعني كلمة (دآبة) إلا كائنات حية يشكل الماء العنصر الرئيسي في تركيبها العضوي أياً كانت هذه  الدآبة لقوله تعالى :
{والله خلق كل دآبة من ماء }
هذا ما أشار إليه القرآن الكريم ..فماذا قال العلم في ذلك؟
-إن بعض علماء الفلك يقولون ((ليس الغريب أن تكون بعض الأجرام السماوية مسكونة بالاحياء بل الغريب ألا تكون كذلك))
وقد أعلنت مؤسسة (ناسا) للأبحاث الفضائية في (كاليفورنيا) عام 1970((أن النيزك الذي وقع العام الماضي في استراليا يحتوي على حموض أمينية ..وهي تعتبر حجر الأساس  في بناء  العضوية الحية ..حيث يتوقع إمكانية وجود الحياة  خارج هذه الكرة الأرضية))
وفي عام 1974م تم إرسال أول رسالة الى الحضارات الكونية استغرق بثها ثلاث دقائق .وكانت هذه الرسالة قد صممت بحيث تقدم معلومات أساسية عن حضارة الأرض وسكانها ..وقد كتب لهذا التصرف أن يواجه بانتقادات عالمية باعتبار أن هذا العمل يهم البشرية بأجمعها وليس فقط الفئة التي قامت بإرساله..
شهــاد ة منصـف
تجدر الإشارة إلى إسلام أحد مشاهير العلماء المتخصصين في علم  الفلك وهو(بروسو يوشادي كروزاي)وهو مدير مرصد طوكيو الفلكي في اليابان والذي يعتبر  بحداثته وتجهيزاته ثاني مرصد في العالم ..وقد شاء الله أن يزور هذا الرجل السعودية ،وهناك تمت معه مناظرة علمية كبيرة في جامعة الملك عبد العزيز ،حضرها حشد كبير من العلماء المتخصصين في علوم الفلك والجيلوجيا..وإلى جانبهم بعض علماء المسلمين مثل الشيخ عبد المجيد الزاندي وبعد أن طرحت عليهم مفاهيم القرآن العلمية في  علم الفلك والحقائق الكونية ..وبعد أن تفهمها بعمق وعلم كبير ،وبعد أن شرح الله صدره للإيمان لم يتردد في أن يعلن وثيقته التاريخية إقراراً وبخط يده وهذه ترجمتها الحرفية:
(( بعد أن قدمت إلى هنا وجدت أن في القرآن حقائق علمية كثيرة .والكون وما يحويه من كل شيء مشروح ومفسر في القرآن من أعلى نقطة في هذا الوجود ..حتى أن كل شيء فيه أصبح مفهوماً..وإني أعلن إسلامي)) .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق