السبت، 7 نوفمبر 2009

الفلكي المؤمن - و كل في فلك يسبحون 13


الفلكي المؤمن - و كل في فلك يسبحون 13





1. من بين خصائص الكون أن كل عنصر من عناصره وأن كل جزيء من جزيئات هذه العناصر - حتى ولو كان وزنه مثقال ذرة - هو في حركة مستمرة لا تتوقف أبدا إلا بأمر الله عزوجل فاطر السماوات والأرض وما بينهما والقائم عليها
ولا تخضع هذه الحركة للصدفة أو لأسباب عمليات النشوء الذاتي للمادة كما يلوح الملحدون . وإنما هي حركة مقننة ومقدرة تقديرا إلهيا حكيما , وهي أمر خارق لقوانين العلم الوضعي , الذي وضعه الإنسان , وتعرف عليه واكتشفه في محيطه الأرضي .
فكل من الكواكب ومجموعات النجوم والكوكبات والمجرات تدور حول نفسها في حركة محورية وتدور في مداراتها في حركة انتقالية. بل إن الكون كله يتحرك حركة انتقالية حول مركز سحيق يبعد عن خيال البشر ولا يدري العلم الوضعي عنه القليل أو الكثير , ولا يقع إلا في علم الله وحده عز وجل


وإذا كان الإنسان قد استطاع أن يكتشف بعض قوانين حركة الأجسام وديناميكيتها في المحيط الأرضي , فإنه يعجز عن معرفة كثير من خبايا حركة السدم , والكوكبات , والمجرات , والنجوم , والمذنبات , ولا يزال يتخبط عند محاولته تحديد أسبابها ومسبباتها ونظم حركتها وسرعتها . وحتى الظواهر التي يشاهدها الإنسان على سطح الأرض ويحسب أنها جامدة ثابتة لا تتحرك كالجبال والهضاب والبحار , هي في الحقيقة في حركة دائمة مع تحرك كوكب الأرض نفسه في حركتيه المحورية والانتقالية وحركاته الأخرى
وهذه الحركة المستمرة المنتظمة التي لا تعرف الكلل أو الملل أو الخلل لكل عنصر من عناصر هذه الكون الفسيح الأرجاء , هي تسبيح وسجود لله العلي القدير فاطر السماوات والأرض وما بينهما , ولكن الإنسان بما أوتي من علم محدود لا يفقه مثل هذا التسبيح
كما أن في حركة كل عنصر من عناصر الكون إفادة ونعمة وبركة منفعة للإنسان ساكن سطح كوكب الأرض , وذلك لأن كل عناصر الكون مسخرة بأمر الله جل وعلا لخدمة الإنسان ولتيسير سبل حياته على سطح الأرض ويقول المولى عز وجل : ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) سورة يس وقوله تعالى : ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ) سورة الأنبياء


وينتج عن الحركة المحورية للنجوم والكواكب قوة طرد مركزية تحفظ للنجم أو للكوكب موقعه في مداره على بعد ثابت بينه وبين النجم الأم . وتتمثل العوامل التي تؤثر في استمرار حدوث ربط النجوم والكواكب بعضها بالبعض الآخر في الآتي
__ كتلة الشمس الأم
__ الدوران المحوري للشمس
__ قوة الجذب الشمسي
__ كتلة كل كوكب تابع للشمس
__ استمرار الدوران المحوري لكل كوكب في سرعة ثابتة له
__ قوة الطرد المركزية لكل كوكب
المسافة الفاصلة بين الشمس وكل كوكب
وعلى الرغم من تعدد هذه العوامل وطول الفترة الزمنية لعملها منذ بداية نشوئها حتى اليوم , والتي تقدر ببلايين السنين , إلا أن الشموس والنجوم والكواكب ظلت تعمل بقدر , ولم يصبها خلل أو زلل , ذلك لأنها تعمل وهي مسخرة بأمر الله عزوجل , ولا تخضع للصدفة أوالعشوائية
وإن حدوث أي نوع من الاضطراب في أي عامل من العوامل السابقة الذكر يؤدي إلى تفكك قوي الربط بين الشمس الأم وكواكبها , وينجم عن ذلك انفجارها وانشطارها وانشقاقها , وهذا لا يحدث لها إلا إذا قضى الله سبحانه وتعالى فاطرها وخالقها بأن يكون . ويكون ذلك عند قيام الساعة
فيوم القيامة هو اليوم الذي يفقد فيه الكون توازنه وتنشطر الكواكب والنجوم والأقمار بأمر من الله عز وجل , وتتأثر الأرض بزلزالها الأعظم الموعود , ويخرج من باطنها موادها المعدنية الثقيلة , فتفقد توازنها وقوة جاذبيتها وموقعها في الفضاء
ونتيجة للحركة المحورية للشمس تتركز الغازات التي تتفاعل نوويّا في جوفها وينشأ عنها قوة جذب عظمى ( تبعا لكتلتها الهائلة الحجم والتي تقدر بنحو 333 ألف مثل لكتلة الأرض ) تؤثر بدورها في قوة جذب الكواكب التابعة لها وربطها في فلكها وتشكيل ما يعرف باسم المجموعة أو النظام الشمسي
ويستمد الإشعاع الشمسي قوته من الطاقة الهائلة المنبثقة من حدوث التفاعلات النووية في باطن الشمس , وتتولد الطاقة الشمسية باشتقاق ذرات الهليوم من ذرات الهيدروجين
وبدون استمرارية الحركة المحورية للشمس يتوقف تكوني الطاقة الشمسية , ولا تتجدد مع الزمن , ولكانت الشمس نجما خامدا منذ عدة الآف من ملايين السنين , ولفقدت الشمس قوة جاذبيتها ولتفككت عوامل الربط بين الشمس وكواكبها التابعة لها في الفضاء السماوي . هذا الربط بين الكواكب والنجوم الذي يحفظ لكل منها موقعه ومداره في السماء يقول المولى عز وجل : ( فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) سورة الواقعة
ويستدل الإنسان من دراسته لمواقع النجوم وآيات الله في الكون على وجود توازن معجز بينها جميعا , وأن الاختلاف في حجم هذه النجوم والكواكب وكذلك في كثافتها وتركيبها الغازي والمعدني وكتلتها وطاقتها وسرعاتها في مداراتها والمسافات الهائلة الشاسعة البعد الفاصلة بين كل منها هو اختلاف بقدر معجز قدّرة تبارك وتعالى تقديرا حكيما معجزا ليكون آية بينة للناس أجمعين إلى يوم الدين.



الفلكي المؤمن - النظرة الفلكية إلى الماضي لا إلي الحاضر 12


النظرة الفلكية إلى الماضي لا إلي الحاضر 12
نجم الشعرى اليمانية 






إذا رصدنا الشعرى اليمانية , وهو نجم يبعد عنا حوالي 50 مليون مليون ميلا فإننا نراه حيث كان في الماضي منذ تسع سنوات فإن ضوءه ينتقل إلينا بسرعته الرهيبة في حوالى ثماني سنوات ولو فرضنا مخلوقا عاقلا قريبا من الشعرى اليمانية يرصد شمسنا سيراها بقعة صغيرة مضيئة لماعة كأى نجم آخر .
عندما ينظر علماء الفلك خلال مناظيرهم التي تتعمق في الكون لبلايين السنين الضوئية , فإن الإشعاع الضوئى الذي يصل إلى مناظيرهم كل يحسب زمنه الذي يقطعه , فقد يقطعه في ألف سنة أو أكثر أو أنقص فالنظرة الفلكية نظرة إلى الماضي لا إلى الحاضر من ذلك ثبت صحة نظرية النسبية وقد تنبأت هذه النظرية بأشياء كثيرة .
إن كل شيء يتحرك , ويحمل زمنه معه , والزمن مرتبط بكل شيء يتحرك , فله زمنه فالصاروخ أسرع من الطائرة والطائرة أسرع من القطار وهكذا.
كيف نعرف الأحداث هناك وقد يبعد الكوكب عنا ملايين البلاين من الأميال الضوئية ؟
إن من العجب العجاب أن تذيع السماء أنباءها بغير مخلوقات عاقلة ذكية .
إن الذرات نفسها هي التي تذيع أنباءها وتحكي لنا عما تتعرض له من إثارات ضاغطة أو حرارية أو حركيه.
وعندما تتعرض الذرات لما يثيرها تهتز اليكتروناتها المغنطيسية من مصادرها في كل أرجاء الكون .

السماء تذيع أنباءها 


إن هناك عظمة قوية في هذا الكون الرهيب , لقد أخذنا منها جزءا وبقيت أجزاء لم ننته من بحثها , أنها من خلق الله ومن أياته ونعمه
وقدراته التي لا تنتهي , قال تعالى : ( ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) سورة لقمان


إن لكل نبأ من السماء موجة خاصة فعندما نتعرض الذرات الكونية لما يثيرها , تهتز اهتزازات خاصة وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية من مصادرها في أرجاء السماوات تجري فيها بسرعة الضوء , وعلى ذلك ففي إمكاننا ترجمة هذا الاهتزاز الكهرومغناطيسي إلى لغة يمكن قراءتها , كما ترجمتها لفات الأشعاعات الضوئية.
وصدق الله تعالى حيث يقول : ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ... ) فما أروع الكون الذي نعيش فيه ؟
والقرآن الكريم أشار إلى هذه الأحدايث الكونية . ففي تفسير القرطبي في قوله تعالى : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم ) - ص 5387 , جزء / 14 'طبعة الشعب - رأي بعض المفسرين مستدلين بحديث في صحيح الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة " إذا قضى الله في السماء أمرا ضربت الملائكة اجنحتها خضعانا لقوله كأنها سلسلة صفوان , فإذا فزع عن قلوبهم , قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير , وفي حديث آخر إن الله إذا أراد أن يوحى بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رحبة أو رعدة شديدة خوفا من الله تعالى ....


الفلكي المؤمن - مصير الشمس بين القرآن و العلم 11


الفلكي المؤمن - مصير الشمس بين القرآن و العلم 11






إن عملية اندماج نوى ذرات الهيدروجين لإنتاج الهيليوم في باطن الشمس يمكن أن تستمرّ لبضعة آلاف الملايين من السنين , إلاّ أن نفاد الهيدروجين من قلب الشمس ووفرة الهيليوم داخله تؤدي إلى حصول لا تجانس واضح في توزيع المادة.
فإن الهيليوم أثقل من الهيدروجين بأربع مرات , وهذا يعني اختلال كثافة مادة النجم وفقدان التوازن .. لذلك لا بدّ من حركة شاملة لإعادة توازن جسم الشمس .. ويحصل هذا إذا ينتفخ الجزء الخارجيّ من مادة الشمس انتفاخا هائلا فيما يتقلص اللبّ .. وعندئذ يتغير لون الشمس إلى الأحمر .. وبانتفاخها هذا تصبح عملاقا هائلا يبتلع الكواكب الثلاثة الأولى عطارد والزهرة والأرض
لذلك تسمى الشمس في هذه المرحلة بــ( العملاق الأحمر ) ... وإذ تضعف القوى الداخلية في اللب ّ , فإن القشرة الخارجية المنتفخة لا تستطيع أن تسند نفسها على شيء فينهار جسم الشمس على بعضه في عملية تسمى ( التكوير ) , وذلك بسبب جاذبية أجزائه بعضها للبعض الآخر , مما يجعلها تنكمش انكماشا مفاجئا وسريعا .. فتنسحق المواد للشمس , وتتداخل الجزيئات , وتتقارب الذرات تقاربا شديدا حتى تكاد تتداخل , إلا أن قوة التنافر الكهربائي بين الأغلفة الألكترونية للذرات تقاوم تداخلها عندما تصبح المسافة بينها قليلة .. وبذلك تتعادل قوة التنافر الكهربائي مع قوى الجذب التي تؤدي إلى تكوير الشمس .. وعندما يحصل هذا التوازن تكون الشمس قد وصلت إلى مستقرها . وتدعى عندئذ " قزم أبيض " إذ لا يتبقى من ضوئها إلا نور خافت ضئيل.
لقد وجد العالم سنك شاندرا سخار أن جميع النجوم التي تقل كتلتها عن مرة ونصف كتلة الشمس تؤول في نهاية عمرها إلى هذا المصير .. أي " القزم الأبيض " .. وهو جسم كثيف جدا إذ تصل كثافة إلى طن لكل سنتيمتر مكعب.
وهنا نفهم معنى قوله تعالى : ( إذا الشمس كورت ) سورة التكوير - فالشمس آيلة إلى التكوير .. حتى تصير قزما أبيض .
إن كلمة ( كوّرت) التي وردت في الآية لم ترد اعتباطا , ولا هي دالة على ذهاب ضوء الشمس وانطفائها وحس ذلك لأننا نقرأ في معاجم اللغة أن الفعل ( كوّر) هو ( هو أصل صحيح يدل على دور وتجمع ) وهذا ما يحصل بالضبط أثناء الانهيار الجذبيّ , إذ تتجمع مادة النجم على بعضها وتدور . لذلك استخدمنها كلمة ( تكوير) مصطلحا عربيا لما هو مقصود بالضبط في جملة - الأنهيار الجذبيّ .
ولكن ماذا عن حالة القزم الأبيض ؟
لقد وجد شاندرا سيخار وآخرين من بعده أن الأقزام البيضاء لا تكون على حالة واحدة . فإذا كانت كتلة القزم الأبيض أكبر من كتلة شمسنا , فإنه يمكن أن يتطور وقد ينفجر ويتلاشى أجزاء , إذ يكون في حالة غير مستقرة .
أما الأقزام البيضاء التي لها كتلة مساوية لكتلة شمسنا فإنها تؤول إلى حالة مستقرّة تماما بعد أن يخفت ضوءها .. ويمكن أن تبقى على هذه الحالة آلاف بل ملايين السنين.
وفي هذا الإطار يمكن أن نفهم معنى قوله تعالى : ( والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) سورة يس .


الفلكي المؤمن - فروج السماء 10


الفلكي المؤمن - فروج السماء 10







فروج السماء
فروج السماء لا ترى أو على الأصح مكانها سواد حالك, في السنوات القليلة وبالتحديد في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات عرف بوجودها على أثر القيام بمسح جديد للسماء لعمل خرائط كونية ذات ثلاثة أبعاد . فعندئذ فوجئ الفلكيون بوجود العديد من الفجوات وكأن السماء قد ملئت بها . وأعيد إنشاء هذه الخرائط بدقة أكثر لتشمل مجرات ذو انزياح أحمر يعادل مسافات أبعد من بليون سنة ضوئية .
وأصبح الشك يقينا عندما اتضح أن الغالبية العظمى من المجرات إن لم تكن كلها تقع على جوانب فجوات هائلة - يبلغ قطرها 150 مليون سنة ضوئية - قد لا تحتوي على أي شيء إطلاقا من المواد المضيئة >
وقد اكتشفت فجوة عملاقة في عالم 1981 في برج بويتس قطرها 250 مليون سنة ضوئية ويحفها حائط من المجرات ويعتبر مركزها خاليا من المجرات وفي عام 1989 اكتشف أضخم حائط مجرات يزيد طوله على 500 مليون سنة ضوئية ويبلغ عرضه 200 مليون سنة ضوئية وسمكه حوالي 15 مليون سنة ضوئية ويحتوي هذا الحائط الذي سمى " بالسور العظيم " على عدد من الفجوات الهائلة
وقد أدت هذه الاكتشافات المتتالية إلى الاعتقاد بأن الكون يتكون من فجوات أو فقاعات تقع المجرات على أطرافها مثله في ذلك مثل قطعة الإسفنج الطبيعي التي تتكون من فجوات يحيط بها جدار من الإسفنج .
ويحاول الفلكيون والفيزيائيون الآن حل لغز الفجوات أو الفروج السماوية وتفسير وجودها , والاقتراح المرشح لتفسير هذه الفروج هو ما يسمى بالمواد الباردة المظلمة . فهي تتكون من مواد لم تتكثف أو تتوهج بعد في صورة نجوم ومجرات وقد تحتوي هذه الفجوات أو الفروج ثقوبا سوداء تبتلع كل ما يقترب منها من مادة مضيئة أو غير مضيئة حتى آشعة الضوء لا تستطيع أن تقلت من جاذبيتها القوية . ولن نتعمق أكثر من ذلك في وصف طبيعة المادة الباردة المظلمة فحتى الآن لم يتمكن أحد من التأكد من كينونتها . وقد يتمكن العلم من معرفة المزيد عما تحتويه هذه الفجوات أوالفروج من مادة , كذلك من معرفة ما إذا احتوت على ثقوب سوداء أو لم تحتو عليها وذلك بدراسة أدق وأطول لحركة المجرات التي تكون حائط الفروج وما إذا كانت هذه المجرات تدور حول مراكز الفروج أو تنجذب اليها وسرعة دورانهم أو انجذابهم .
عودة إلى الآيات القرآنية
ذكرت فروج السماء في الآية : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) وقد فسر أكثر المفسرين ( ما لها من فروج ) بأن " ما " هنا هي " ما " النافية أي أن السماء خالية من الفروج التي تبنى بضعف أو خلل في بناء السماء .
إن العلم يقدم لنا تفسيرا آخر قائما على أن " ما " في الجملة الأخيرة وفي الآية السابقة هي اسم موصول بمعنى الذي وليست " ما " النافية وعندئذ تقرأ الآية كلها في الصيغة التعجبية الاستفهامية كالآتي : أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ؟ وأفلم ينظروا ما للسماء من فروج ؟ كذلك أن فهم الآية الكريمة على هذه النحو يتمشى أكثر مع الصيغة الاستفهامية التعجبية التي بدأت بها الآية " أفلم ينظروا " ؟
إن هذه الفروج والفجوات تساعدنا في فهم هذه الآية القرآنية بل وتبدو - والله أعلم - وكأنها هي المقصود بها في تلك الآية . والواقع أن الصيغة اللغوية للآية وكتابتها بهذا الأسلوب الذي يمكنا من فهمها على النحوين السابقين لهو آية من آيات الإعجاز اللغوي في القرآن ودليل على إمكانية تطور فهمنا لمعاني القرآن حسب قدرنا من العلم والمعرفة . فلو جاءت الآية الكريمة على النحوالتالي مثلا : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ولم نجعل فيها فروجا ) لكان نفي وجود الفروج ولجاء الفلكي في عصرنا هذا معترضا بأن العلم قد أثبت أن للسماء فروجا فما بال القرآن ينفي ذلك ؟ ولو ذكرت نفس الآية في صيغة الإثبات أي ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وكيف جعلنا فيها فروجا ) لتعجب البدوي بل كل ناظر للسماء بعينين مجردتين ليرى سماء زرقاء متجانسة متكاملة نهارا وسماء مظلمة في كل جانب ليلا إلا من المصابيح التي تزينها في كل مكان , ولتساءل عندئذ في حيرة! إني لا أرى إلا سماء جميلة متكاملة فأين هي الفروج ؟
فذكر الآية على النحو الذي جاءت عليه يمكن كل قارئ في كل زمان ومكان ومهما اختلفت ثقافته وخلفيته من فهم الآية الكريمة تبعا لهذه الثقافة وهذه الخلفية وفي سهولة ويسر , فمن لا يرى فروجا في السماء ولا يعلم بوجودها سوف يقرأ الآية معتبرا أن " ما " هي " ما " النافية فيتمشى ذلك مع رؤيته وعلمه , ومن رأى فروج السماء أو عرف بوجودها سوف يقرأها معتبرا أن " ما " هي " ما " التعجبية فيتمشى ذلك مع مقدرا ما أحاطه الله به م علم وما استطاع أنيرى بعينيه .
فسبحان الذي أنزل هذا القرآن " وبالحق أنزلناه وبالحق نزل " وصدق الحكيم العظيم عندما قال " ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ".


الفلكي المؤمن - ظاهرة الفجر القطبي 9


الفلكي المؤمن - ظاهرة الفجر القطبي 9






طاقة ضوئية تفتح وسط السماء ليلا , وتبدد الظلام بضوء ساطع جذاب وتظهر هذه الظاهرة الكونية قريبا من خط عرض 40 درجة شمالا أو جنوبا .
ومن فضل الله على الناس أن بعض الأشعة الكونية الحارقة , ربما دنت من سطح الأرض على هيئة " دخّات " فكل مرتفع من الأرض أو شجر نام , أو حشائش طويلة أو قصيرة تعمل على تفريغ هذه الشحنات أولا بأول وألا حدثت الصواعق والنيران . بل إن كل ما في الأرض يدافع عنها كالجنود مثل قباب المآذن , والمباني المرتفعة ومانعات الصواعق , وسواري السفن والشجر
وكثيرا ما تبدو هذه الظواهر في شكل وهج , يمكن رؤيته عندما يخيم الظلام , وأول من اكتشف هذه الظاهرة " آلمو " فلذلك تعرف فلكيا باسم نيران سانت آلمو



تتحول هذه الظواهر المخيفة إلى عجائب تثير الخيال في الشعراء ومن المعروف أن السحب فيها احتكاك , ولكن الكشف الحديث نفى ذلك , فظهر حديثا , أن العالية . شحنات سالبة , وهي الركام , والقواعد السفلى شحنات موجبة , حتى إذا لم يقو الهواء عن عزل الشحنتين حدث التفريغ على هيئة البرق فيحدث تمددا سريعا في الجو , وفي هذه الظواهر يشير القرآن الكريم في سورة النور ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخردج من خلاله , وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ) وما الرعد إلا صوت الهواء المتمدد , وعندما يحدث التفريغ بين السحابة والأجسام المرتفعة على الأرض يسمى الصاعقة وتقتل من تباغته . قال تعالى : ( إنا زينا السماء بزينة الكواكب , وحفظا من كل شيطان مارد ) الصافات - يتألف الغلاف الجوي للشمس من جسيمات مشحونة , بروتونات وإلكترونات , وهي على الفضاء على شكل رياح شمسية , إلا أن الحقل المغناطيسي القوي حول الأرض يحرفها ويكثفها عند قطبي الأرض المغناطيسيين وتصطدم بجزيئات الأكسجين والنتروجين الأرضية وتنتج أضواء حمراء وخضراء وزرقاء تدعى الشفق القطبي Aurora ويحصل ظهور الشفق القطبي على ارتفاع 70 ميلا أو أكثر عن سطح الأرض في غلافها الجوي الأعلى . ويمكن رؤيته من على ارتفاعات كبيرة . وهكذا فإن الحقول المغناطيسية للغلاف الجوي الأرضي تحمي الأرض من جسيمات الشمس المؤذية .
الحافظ هو الله


تحتمي الأرض بمجالها المغناطيسي الذي يعمل على إبعاد الشحنات الكهربائية التي تصلها من خلال الأشعة الكونية تلك , ومن خلال فورانات الشمس بدفقات هائلة , إذ يحرفها المجال المغناطيسي الأرضيّ , ويجعل هذه الشحنات الكهربائية ترتفع لتدور على ارتفاعات عالية جدا تبلغ ( 4000 ) كيلو متر وأكثر من أحزمة مشحونة , وتدعي هذه " أحزمة فان ألن " نسبة إلى مكتشفها عام 1958م .. ولولا هذا الحفظ الذي قضاه الله بأمره لأمره لسقطت علينا تلك الشحنات الكهربائية صواعق محرقة لا تبقي ولا تذر .. فانظر إلى آثار رحمة الله كيف قضى بأمره أن يحفظنا من أمره .. ولكم من الأمرين تقدير , وكل شيء عنده بمقدار .. وفي هذا نفهم قوله تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمره الله ) الرعد : 11
ذلك لأن سياق الآيات دال على أن الحفظ هو من أمر الله الواجب لضرورة أخرى , إذ يوحي النصّ بهذا الفهم من خلال ما ورد قبلها , وما ورد بعدها .. فقرأ : ( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال * ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) الرعد : 12 : 13


الفلكي المؤمن - طي السماء و الأرض 8


الفلكي المؤمن - طي السماء و الأرض 8








قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ) أية كريمة تعيد على مسامعنا وعلى تصورنا موضوع بدأ الخلق ونهايته إلى أهمية هذا الحدث في وجودنا وفي وجود الكون كله .والمعنى العام الذي نفهمه هنا من بدء الخلق هو بدء خلق الكون بكل ما فيه , مما نراه بأعيننا المجردة ومما لا نراه حتى بأقوى التلسكوبات والميكروسكوبات وربما لن نستطيع أن نراه , ومما نعلمه بعلمنا وتوصلنا إليه بمنطقنا وبحساباتنا ومما لا نعلمه بهذا العلم وقد يظل سرا من أسرار الخالق والخلق , فهذا هو المعنى العام لبدء الخلق وهو المعنى الذي نفهمه من الآية الكريمة : " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين "
إن هذا الكون الذي قدرت أبعاده بنيف وعشرين بليوم سنة ضوئية وكتلته بأزيد من 10 وأمامها 55 صفرا ليبدو في يد خالقه كصحائف الكتاب في يد قارئه ! إنه تشبيه رائع يحتاج منا أن نقف أمامه نتأمله ونعيد الفكر فيه




فهو يخبرنا أولا : أنه مهما اتسع الكون وكثرت محتوياته وثقل وزنه فهو لن يكبر أو يستعصي على خالقه بل سيطويه في سهولة ويسر كما يطوي صاحب السجل صحائفه ويؤكد لنا العزيز القدير هذه الحقيقة في آية أخرى بقوله إن ذلك على الله يسير .. " ألم يروا كيف يُبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير " وفي آية أخرى " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض "
ويشبه لنا ثانيا : الكون بالصحائف المستوية , وقد يكون الكون مستويا فعلا وهي الحالة بين الكون المنغلق والمنفتح عندما تكون كثافة الكون تساوي الكثافة الحرجة وهذا ما يرجحه كثير من الفلكيين . وقد يبدو لنا مستويا - وإن كان حقيقة غير ذلك - بسبب عظمة حجمة وضخامته كما بدت الأرض لسكانها مستوية حتى اكتشفوا أنها كروية . وهنا نرى مدى قرب تشبيه الكون لصفحات السجل , استواء نراه في الكون من كل جانب حتى يخيل لنا أنه فعلا مستويا - وقد يكون كذلك - لا ستواء الصحائف .
ويربط أذهاننا ثالثا : بعملية إنكماش الكون وإنهيار فتشبيه طي الكون بطي الصحائف لهو تشبيه تفوق روعته أي وصف ولا يمكن أن يصدر إلا من الحكيم العليم الذي خلق هذا الكون . فبعد تمدد الكون واتساعه إلى ما هو عليه الآن - أو إلى ما سوف يصبح عليه في المستقبل - يطوي الخالق هذا الكون بكل ما فيه فيعود هذا الشيء الذي كبر واستع إلى ما كان عليه . وكأننا نشاهد أمام أعيننا فيلما معكوسا لتمدد الكون نرى نجومه في اقتراب مستمر ونرى مجراته تنضغط وتكبس ويصغر حجمها والكون ينطوي إلى ما كان عليه . ثم يجئ بعد ذلك التأكيد أنه هكذا بدأ الكون وهكذا سينتهي إلى ما كان عليه في البداية " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " فقد كان هذا هو قرار الخالق قبل نشأة الكون أنه يعيده في يوم من الأيام إلى ما كان عليه في البداية إلى نقط لا نهائية الكثافة ودرجة الحرارة أو إلى شيء آخر لا يعلمه إلا هو
إن عملية إنكماش الكون وإنهيار على نفسه هذا الانهيار الهائل إلى نقطة بدايته لهو أقرب تفسير يستطيع العلم أن يقدمه حاليا لطي الكون أو طي السماء إلى ما كانت عليه في بداية الخلق ومع ذلك فهناك بعض الملاحظات التي يجب أن نأخذها في الاعتبار:
الأولى : التعبير العلمي أو الإنساني لعملية الإنكماش الذي يتبعه إنهيار هائل هو إنعكاس لما يراه أو يتصوره الإنسان في هذا الحدث الهائل من قوة وعنف تفوق مقدرته وطاقاته بل وخياله - كمخلوق فوق هذا الكوكب الذي هو أحد الكواكب التابعة للشمس التي تعتبر واحدة من بلايين النجوم التي تقع في أحد أجنحة مجرة هي واحدة من بلايين المجرات في هذا الكون ! - عندما يحاول وصف نهاية هذا الكون وما يحتويه.
ومن ناحية أخرى نرى في التعبير القرآني لطي السماء أو الكون هدوء يعكس مقدرة الخالق المقتدر الذي يصدر منه هذا الحديث فنهاية الكون كله بالنسبة إليه ليس بأكثر من عمل سهل هين نقوم به نحن كل يوم ألا وهو طي بعض الصحف ليس فيه عناء على الخالق كما لا يسبب طيّ الصحف أي عناء لنا .
الثانية : إذا كان انتهاء الكون حسب التفسير العلمي بإنكماشه ثم إنهياره يساعدنا في فهم الآية الكريمة وفي تفسير طي السماء الآن وإعادة الكون إلى ما بدأ منه , بل الأكثر من ذلك نجد فيه إتفاقا كبيرا مع النص القرآني فليس معنى ذلك أن هذا هو التفسير الوحيد للآية الكريمة , فالطيّ الإلهي للكون ممكن أن يتخذ صورة نموذج الإنكماش والانهيار وممكن أن يتم بصورة أخرى قد نعلمها وقد لا نعلمها .
كذلك الزمن الذي تستغرقه عملية الطيّ ممكن أن يكون هو نفس الزمن الذي تستغرقه عملية الإنكماش والانهيار ونفس الزمن الذي استغرقته عملية التمدد والاتساع أي حوالي خمسة عشر بليون عاما وقد يكون أطول من ذلك أو أقل وقد يتم في أقل من لمح البصر " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " فالكون - أو إن شئت سمه الفضاء والزمن - هما مخلوقان مما خلق الله ولن يستنكف أي منهما أن يؤدي مراسيم الطاعة والولاء الكاملين لخالقهما . فالذي خلق السماوات قادر على أن يعيد خلقهن أو أن يخلق مثلهن في نفس الصورة أو في صورة مختلفة في نفس الزمن أو زمن آخر " أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العظيم " فلا بد لنا من أن نعطى الخالق - الذي خلق هذا الكون والذي سيطويه كما يطوي خازن الصحائف صحائفه في سهولة ويسر - حق قدره " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون .






الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

الفلكي المؤمن - دوامات سماوية 7


الفلكي المؤمن - دوامات سماوية 7







كما أنه يوجد في مياه البحار والمحيطات دوامات ربما تبتلع السفن وكما وجد أيضا في الأعاصير هذه الدوامات فقد وجد في أقاصي الكون مثل هذه الدوامات .
وقد سموه عندما رأوه بأشعة أكس " الثقب الأسود " , ورأوا كثيرا من الثقوب السوداء في انحاء الكون , ووجدوا أن أشعة أكس تنبعث من الغازات الحارة التي تكون خارج هذه الدوامة الكونية أو ما يسمونه " الثقب الأسود"






وهذا الثقب أو الدوامة الكونية ما اقترب منها جسم ا إلا ابتلعته وفي هذا البلع الكوني تحدث بعض
مظاهر فإنه عندما تبدأ عملية البلع بشكل الغاز
فرصا يدور سريعا حول الثقب , وتصطدم ذرات
الغاز الواحدة بالأخرى بكثرة وعنف , ونتيجة هذه التفاعلات ترتفع درجة الحرارة إلى أكثر من مائة مليون
درجة مئوية فيولد هذا الاصطدام الذرات العنيفة التي تحدث أشعة أكس والدوامة الكونية أو الثقب الأسود توجد في مراكز المجرات بما فيها مجرتنا وهذه الثقوب السوداء , أو الدوامات الكونية : قد تصطدم في جريانها السريع بدوامة أخرى فيندمجا وتصبح كتلتهما وكثافتهما أكبر بمدى بلايين الأعوام هناك في الفضاء الكوني البعيد أجرام سماوية عديدة يعتقد علماء الفلك أنها ثقوب سوداء , وقد تسمى بعض النجوم باسم الثقب الأسود وقد رشح الفلكيون النجم المسمى سيجوس& Cyguss x -1 وهو غير مرئي أن يكون دوامة كونية أو ثقبا أسود وهو غير مرئي , ويرون أنه يمارس جذبا قويا بالنجم قريب منه , ولعله لا يقدر عليه لا حتوائه داخله كما يفعل في النجوم الأخرى
عند قراءاتي لهذا البحث الشيق الفلكي , تذكرت قوله تعالى في سورة التكوير ( فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ) يبين الله سبحانه وتعالى بعض وظائف كواكب معينه , سماها " الخنس " أي التي تخنس في سيرها , تختفي وتظهر أحيانا ضئيلة , وتجرى لتكنس كواكب آخرى .








الفلكي المؤمن - الأبراج السماوية 6


الفلكي المؤمن - الأبراج السماوية 6






قسم الفلكيون منذ قرون بعيدة الكرة السماوية إلى عدد من الكوكبات النجمية كي يسهل عليهم تحديد مواقع الأجرام السماوية فمثلا , قسم العالم المسلم " أبو الحسين الصوفي " في كتابه الشهير ( صور الكواكب ) الكرة السماوية إلى 48 كوكبة . وقدم صورا دقيقة لهذه الكوكبات .
أما في العصر الحديث , فقام " الاتحاد الفلكي العالمي " بتقسيم الكرة السماوية إلى 88 كوكبة . والكوكبة عبارة عن : تجمع نجمي وهمي في السماء .
ونشير هنا أن النجوم التابعة لكوكبة معينة لا تشكل بالضرورة حشدا نجميا مترابطا بواسطة الجاذبية . فقد تكون هذه النجوم التابعة لكوكبة معينة على مسافات متفاوتة من المشاهد . ولكن من زاوية رؤيته يتوهم المشاهد أن هذه النجوم تشكل تجمعا نجميا . كذلك فإن النجوم التابعة لكوكبة معينة غالبا ما تكون سرعتها الذاتية متفاوتة . مما يعني أنه بعد مرور آلاف السنين قد يطرأ بعض التغير على أشكال هذه الكوكبات .
ومن بين الكوكبات الثماني والثمانين هناك 12 كوكبة اشتهرت بين الناس باسم الأبراج . وهذه الأبراج ما هي إلا الكوكبات التي تمر خلالها الشمس في رحلتها السنوية الظاهرة حول الأرض . إذ أن للشمس مدارا ظاهريا حول الأرض يعرف بدائرة البروج . ولكن ما يغقله الكثيرون ومن بينهم ما ينشر في الصحف والمجلات عن " الحظ والأبراج " أن عدد الأبراج حاليا يساوي 13 وليس 12 كما هو شائع بين الناس والسبب في ذلك أن دائرة البروج ليست ثابتة ولكنها تدور نتيجة لترنح محول دوران الأرض حول نفسها.
لذلك في عصرنا الحالي تمر الشمس خلال 13 منزلا أثناء رحلتها السنوية الظاهرية حول الأرض . وهذا البرج الجديد يسمى " الحوّاء والحيّة " إضافة لهذا فإن تواريخ الأبراج المألوفة بين الناس قد تغيرت أيضا لنفس السبب الذي سبق ذكره . ويقارن لنا الجدول التواريخ الحقيقية وفقا للعام 2000 مع التواريخ التقليدية المشورة بين الناس



التاريخ وفقا لسنة  2000
  التاريخ التقليدي   
البرج
1/ 21  -  12/ 22
الجــدي
2/21 - 1/ 22
الدلــو
3/21  -  2/22
الحـوت
4/21 -  3/22
الحمــل
5/21 -  4/22
الثـور
6/21 -  5/22
الجوزاء
7/21 -  6/22
السرطــان
8/21 - 7/22
الأسد
9/21 - 8/22
العذراء
10/21 -  9/22
الميــزان
11/21 -10/22
العقــرب
-----------------
الحــوّاء
12/21  - 11/22
القــوس


فمثلا الشخص الذي ولد يوم 15 / 10 من المفترض أن يكون من برج الميزان . ولكن في الحقيقة تكون الشمس يوم 15 / 10 في برج العذراء وليست في برج الميزان مما يعني أن شخصية هذا الانسان وفقا لما يقوله المشعوذون . الذين يؤمنون بالطالع يدعون أن هناك علاقة بين شخصية الإنسان وبرجه . قد تغيرت في طرفة عين ! فكيف لإنسان عاقل أن يصدق هذا الهراء كما يبين لنا الجدول أن من ولد بين 29 / 11 و 18 / 12 يتبع البرج الجديد " الحوّاء " ولكن المشعوذين الذين يدعون الدراية الفلكية ربما لم تصل إليهم هذه المعلومات بعد
بروج السماء
قال تعالى : ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ) وقال سبحانه : ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ) في هاتين الآيتين يطلعنا المصور البارئ على خاصية من خواص السماء الدنيا التي زينها الخلاق العظيم بالكواكب والنجوم والمجرات ووصفها المصور في آية أخرى بالمصابيح ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) وكلمة مصابيح تشمل كل الأجرام السماوية من نجوم ومجرات عديدة وتشير إلى الفائدة التي تعود علينا من هذه الأجرام وهي إنارة ظلمة الليل وإضافة جمال هادئ إلى سكون الليل وإلى جانب ذلك فهذه المصابيح رتبت في مجموعات لنهتدي بها في ظلمة الليل الحالكة ولنتأملها بعمق ونجول فيها بنظراتنا مرة ومرات لنرى في كل مرة شكلا جديدا أو برجا لم نره من قبل
والبروج التي نعرفها اليوم هي مجموعات من نجوم ليس من الضروري أن يربطها أي علاقة فيزيائية . أي أن أغلب هذه النجوم لا تكون في العادة متقاربة بل ولا تقع في مجموعة نجمية واحدة . فبعض نجوم البرج الواحد قد تكون قريبة نسبيا من الأرض بينما يقع البعض الآخر على مسافة بعيدة نسبيا كل ما نعرفه عن نجوم البرج الواحد أنها تبدو من الأرض في نفس الاتجاه
وكما قسم القدماء السماء إلى بروج لسهولة الرجوع إليها ومعرفة النجوم ما زال الفلكيون يستخدمون هذه البروج حاليا لتقسيم النجوم ولتحديد موقعها بحيث يدخل كل نجم في برج واحد فقط وما زالت أهميتها عند الفلكيين وذلك بالرغم من أن العابثين من المنجمين سولت لهم أنفسهم استخدام هذه البروج الجميلة في أطماع رخيصة لابتزاز أموال البسطاء والجهلاء الذين يعتقدون أن مستقبلهم مكتوب في برج معين . ومن العجيب حقا أن نرى في القرن العشرين من لا يزال يعتقد أن حركة النجوم التي يستطيع العلم أن يحسبها بدقة متناهية قد تحمل إليه نبأ ثروة طائلة
هذه هي البروج التي لفت الخالق نظرنا إلى جمالها في الآية الكريمة : ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ) ثم أخبرنا بفائدتها في التعرف على الجهات ودراسة النجوم : ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) ( وعلامات وبالنجم يهتدون ) واخيرا أقسم بها ليعكس لنا أهميتها للإنسان منذ الأزل :
( والسماء ذات البروج )




الفلكي المؤمن - صور فلكية رائعة 5



صور فلكية رائعة 


الرجاء زيارة الرابط التالي للمشاهدة 





صور فلكية رائعة



الفلكي المؤمن - المجموعة الشمسية 4


الفلكي المؤمن - المجموعة الشمسية 4




قال تعالى : ( أفلم ينظروا إلى السماء ) .. ما هي المجموعة الشمسية ؟ هي الشمس , وما يدور حولها من كواكب كعطارد والزهراء والأرض والمريخ , وغيرها وكل منها يدور في فلك محدود وطريق مرسوم لا يميل عنه ولا ينحرف , ويسير فيه بسرعة مقدرة منظمة لا تزيد ثانية ولا تنقص ثانية .
ميزان دقيق
كيف لا تتصادم هذه الكواكب مع أنها جميعا في حركة مستمرة ؟ إن الذي خلق هذه الكواكب حكيم عليم خبير , فهو قد وضع ميزانا دقيقا محكما لبقاء هذه النظام فهو سبحانه عندما خلق كل كوكب , لم يخلقه بغير تدبير أو إحكام أو تنظيم سبحانه . وإنما خلقه بحجم خاص ووزن معلوم , ومواد محددة ووضعه في فلكه الصحيح ومداره اللائق بذلك الوزن والحجم . كما أجراه سبحانه بسرعة محددة تتناسب مع مداره وبعده عن الشمس , وبقية الكواكب . وتتناسب أيضا مع حجمه , ووزنه , فلم يكون الخلق إذا خبطا , إنما كان خلقا مقدرا محكما متقنا قام على ميزان دقيق . وباستخدام هذا الميزان تمكن الفلكيون من معرفة الكوكب المسمى " بلوتو " قبل مشاهدته بالمراصد الكبيرة وحددوا مكانه , وسرعته ووجهته وكثافته , فإذا بالنتيجة تأتي كما حددها الفلكيون قبل رؤيته وذلك بالحساب من الميزان الدقيق الذي وضعت على هذه المجموعة ومن هنا يجب أن نعلم أن تكوين مجموعتنا الشمسية لم يكن خبطا أعمى , وإنما كان بناء على خطة مرسومة , وميزان محكم , وتدبير دقيق , جعل كل كوكب في مكانه المناسب , وعلى البعد المناسب من الشمس , ومن غيرها من الكواكب .
وكونه بحجمه الصحيح , وكثافته الصحيحة . ورسم له المدار المناسب وأجراه بالسرعة المناسبة , ولو تغير شيء من هذا الميزان الدقيق لا ختل نظام مجموعتنا وتصادمت الكواكب واندثرت قال تعالى : ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) سورة الرحمن : 7 وقال تعالى : ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء ) سور الأعراف : 185







الفلكي المؤمن - الكون هندسة إلاهية 3


الفلكي المؤمن - الكون هندسة إلاهية 3




السماء ليست كما يظن البعض فراغا خاويا أو حيزا هاويا , بل هي بناء هندسي إلهي معجز مقدر تقديرا محكما , وتحيط السماء سطح كوكب الأرض من جميع الجهات . وكل ما يوجد على سطح الأرض ويتأثر بالجاذبية الأرضية كالسقف للبيت ومهما سما إليها بصر الإنسان أو نظر إليها عبر المناظير الفلكية المطورة فإن الإنسان يعجز تماما عن تحديد حقيقة أبعادها
وما في السماء الدنيا ( أو ما يسمى بجو السماء ) من طبقات غازية ( الغلاف الجوي حول الأرض ) يعمل على حماية سطح الأرض وحفظه من أضرار تساقط بقايا الشهب والنيازك عليه , ويقول عزوجل : ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) سورة الأنبياء



زينة السماء الدنيا 

زين الله سبحانه وتعالى السماء الدنيا بمصابيح منها الشموس والنجوم والكواكب , وجعل لكل منها مسلكا وبروجا ومدارات أو طرقا محددة ومقدرة لها . وتبدو السماء زينة لكل الناظرين إليها ينعمون بجمالها ويستمتعون ببهجة السماء وزينتها وروعة منظرها . ولا يختص هذا الجمال لفرد بذاته في مكان أو في زمان معين , بل هو جمال وإبداع لكافة الناظرين إلى السماء في كل زمان ومكان . وهو الحسن الشامل وهبه الله سبحانه وتعالى وأنعم به عليه ليزكي به القلب , وينير به العقل , وليبعث كوامن النفس البشرية على بذل المزيد من الجهد والعطاء , وحب الإنسان للجمال وفعل الخير , والتأمل في آيات الله الكونية المرئية للاستدلال على عزته وجلاله ووحدانيته وربوبيته
 

ولا تقتصر زينة السماء على ما فيها من شموس ونجوم مضيئة وكواكب وأقمار منيرة , بل كذلك على التوزيع الجغرافي المذهل والتنسيق الهندسي الإلهي المعجز في رقعة السماء . فلا تسبح النجوم والكواكب في الفضاء السماوي بصورة عشوائية كما لا تتركز مجموعاتها , وتتمركز في جزء من السماء دون جزء آخر منها , بل قضى الله عز وجل أن يكون لكل منها مواقعها المحددة لها ومداراتها التي لا تحيد عنها أبدا , وأن تزين جميعها كل أركان السماء . وتتخذ مجموعات السدم والمجرات أشكالا متباينة , فمنها ما يبدو شكله عنقوديا أو لولبيّا أو حلزونيّا أو بيضاويا أو كرويا ومنها ما يظهر بأشكال أخرى متنوعة وبأحجام متباينة .
وهكذا صارت صفحة السماء آية من آيات الله وعلامة من علامات دلائل القدرة في الخلق وزينة للناظرين إليها وبرهانا ساطعا يقينيّا على وحدة الخالق وعظمته وجلالته.



المسالك والبروج في السماء

السماء كما قضى الله تبارك وتعالى منسقة ومزينة بأجمل تنسيق وأبهى زينة وأجمل صورة ومتعة للناظرين إليها . وقد تبين للعلم الحديث أن في السماء بروجا وطرقا ومسالك ومدارات ثابتة ومحددة لكل كوكب ونجم وشمس وسديم من بين ملايين كل جنس منها المتناثرة في رقعة السماء . ولا يمكن لأي منها أن يحيد عن مداره أو مسلكه التي حددت لها بأمر خالقها تبارك وعلا , على الرغم من الاختلاف الكبير من حيث الشكل والحجم والتركيب الغازي والمعدني والكثافة والسرعة . والمدارات والطرق والمسالك في السماء لا حصر لها عددا فهي تعد ببلايين البلايين بعدد ما في السماء من نجوم وكواكب وأقمار .
إلا أن هذا العدد اللانهائي محبوك بإتقان مذهل ومتشابك بنظام معجز ومحكم بنسيج مبدع , ذلك لأنها من صنع الله عز وجل الذي أقسم بها ليحث الإنسان على التأمل فيها والتمعن في خلقها ويقول عز وجل : ( والسماء ذات الحبك ) سورة الذاريات ويقول سبحانه : ( والسماء ذات البروج ) سورة البروج
يقسم المولى عز وجل بالسماء ذات الحبك المنسقة المحكمة التركيب المحبوكة كتنسيق الزرد المتشابك المتداخل الحلقات . ومع ذلك لا يحدث تصادم بين بلايين البلايين من المجرات والكوكبات والنجوم والكواكب والأقمار , فكل منها مسخر في مداره بمشيئة الله عز وجل يسبح فيه بسرعة هائلة منتظمة دون ملل أو تعب .
ويرى بعض المفسرين أن الحبك منسقة التركيب قد ترمز إلى إحدى هيئات السحب في السماء حين تكون موشاة كالزرد مجعدة تجعد الماء والرمال إذا ضربته الريح . وقد يكون هذا وصفا دائما لتركيب الأفلاك المتشابكة المتناسقة في السماء .





صور فلكية رائعة







الفلكي المؤمن - نظرية الخيوط العظمى 2


الفلكي المؤمن - نظرية الخيوط العظمى 2





السماء التي زينها الخالق بمصابيح أي بنجوم وكواكب ومجرات ليست إلا السماء الدنيا التي نراها من أي مكان قال تعالى : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ) , من على سطح الأرض أو من داخل المجموعة الشمسية أو المجرة أو خارجها . قد نراها بصور وبألوان مختلفة ولكنها هي هي نفس السماء , بما فيها من كواكب ونجوم ومجرات . الآية التالية تؤكد هذا الفهم : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ) فالسماء تذكر هنا في صيغة المفرد فالسماء التي بناها وزينها الخالق هي السماء التي نراها فوقنا
أما بالنسبة للسماوات الأخرى فما نفهمه من الآيات الأخرى انهنا متطابقات : ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ) أي أنها خارج السماء الدنيا ومحيطة بها ولكنا لا نستطيع أن نراها لاتساع السماء الدنيا هذا الاتساع الهائل فالسماء الدنيا بالنسبة لنا هي الكون الذي ندرسه والذي لم نبلغ أطرافه أو نهايته حتى نرى ما وراءه
لقد خطى الإنسان خطوات واسعة في مجال العلم والتكنولوجيا . وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين واستطاع أن يخرج من أقطار الأرض , فهل نأمل أن يستطيع الإنسان في وقت من الأوقات أن يخرج من أقطار السماء الدنيا أي من أقطار ما نسميه بكوننا ؟ إن القرآن الكريم يترك لنا إمكانية حدوث ذلك : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) و خروج الإنسان من أقطار السماء هو أمر في منتهى الصعوبة إن كان أصلا ممكنا ولذلك فنحن نرجح بأن الجن هم المقصودون بالنفاذ من أقطار السماوات وبأن الإنس هم المعنيون بالنفاذ من أقطار الأرض
والصعوبات التي يقابلها الإنسان إذا حاول الخروج من أقطار السماوات تعود أصلا إلى طبيعة تكوينه وخلقه فالإنسان خلق من مادة والمادة صورة مركزة من صور الطاقة ولها كتلة ضخمة بخلاف صورة الطاقة الأخرى من ضوئية إلى حرارية وهذه الكتلة تحتاج لقوة لزيادة سرعتها والقوة تحتاج إلى شغل مستمر أو طاقة لنقل نقطة تأثيرها من مكان إلى آخر
وفي نطاق السرعات التي ننتقل بها على الأرض سواء كانت أقل أو أعلى من سرعة الصوت لا تجد صعوبة في نقل كتلة الإنسان من مكان إلى آخر فكمية الطاقة اللازمة لذلك لا زالت في متناول أيدينا ومتوفرة في البترول مثلا
ولبلوغ أقطار السماء أو حتى القيام برحلات كونية يتحتم علينا أن نسافر بسرعات قريبة من سرعة الضوء وإلا عاجلتنا المنية من قبل أن نصل إلى أقرب نجم إلينا وذلك للمسافات الكونية الهائلة التي تفصل النجوم والمجرات عن بعضها
نحن لا نرى للكون حدودا فكيف ننفذ من أقطاره إذا كان بلا حدود ؟
وهل يوجد شيء يسمى سرعة الهروب من الكون كسرعة الهروب من جاذبية الأرض ؟ وما قيمة هذه السرعة ؟
لا يستطيع العلم أن يجيب على أسئلتنا حتى الآن وقد لا يستطيع الإجابة عليها لأحقاب طويلة
يبدو أن خروج الإنسان من أقطار السماوات أمر بعيد المنال ولم يتبق بعد ذلك إلا احتمال الوصول إلى أقطار هذا الكون بالمراقبة العينية وبمساعدة أجهزته أي رؤية أبعاد هذا الكون بينما هو يتمتع براحته وإطمئنانه على أرضه وبدفء كوكبه
وحتى الأن بالرغم من قوة الأجهزة التي اخترعها الإنسان فلم يصل إلى أبعاد الكون بل كان أقصى ما وصل إليه هو الإشعاع الخلفي الذي يملأ الكون كله ويأتي من كل جهة وقد يكون هذا الإشعاع الخلفي هو أحد علامات أقطار السماء , ولكنا حتى الآن لا نرى له بداية أو نهاية




الخيوط العظمى

وبسبب تلك الأبحاث وما توصل إليه العلم من حقائق وجدت نظرية الخيوط العظمى
Super Strings ففي هذه النظرية تتكون الأجسام الأساسية من أشياء ذات بعد طولي وليس من جسيمات Particles تشغل حيز نقطة مادية في الفضاء كما كان الحال في نظرية الجسيمات . وتبدو هذه الأشياء الطولية وكأنها خيوط رفيعة لا نهائية الطول . وقد يكون لهذه الخيوط أطراف وحينئذ تسمى بالخيوط المفتوحة وقد تغلق هذه الخيوط على نفسها مكونة حلقة مغلقة . وحركة هذه الخيوط في الفضاء أو أثرها الزمني يعطي مستوى مفتوحا أي سطحا عاديا إذا كانت الخيوط مغلقة , وتسمى هذه المستويات بمستوى العالم
ولهذه الخيوط العظمى خواص أخرى . فهذه الخيوط تخضع لأعمال السمكرة العادية فمن الممكن أن تتلاحم مكونة خيطا واحدا وبالمثل ممكن أن تقطع أو تنقسم على نفسها مكونة خيطين . ويمكن تمثيل حركة الجسيمات بموجات تتحرك بطول الخيط تماما كالموجات . كذلك إنشطار الأجسام واندماج بعضها مع بعض يمكن تمثيله بإنقسام الخيوط وبتلاحمها وعلى سبيل المثل يمكن شرح قوة الجذب بين الأرض والشمس فيزيائيا بإنبثاق جسيم الجرافيتون Gravtion
من الشمس وامتصاص بجسيمات أخرى في الأرض على شكل H الأجزاء الرأسية منها تمثل الخيوط والجسيمات في الأرض والشمس والجزء الأفقي يمثل مسار الجرافيتون بينهما
وربما نتساءل الآن عن علاقة نظرية الخيوط العظمى بالسماوات السبع . والجواب في خاصية غير عادية لنظرية الخيوط العظمى وهي ان الحل الرياضي لهذه النظرية يستلزم وجود عشر أبعاد . ونحن نعرف أننا إذا سرنا للأمام وللخلف فهذا يسمى بعدا , وإذا سرنا يمينا أو يسارا فهذا بعد ثان وإذا ارتفعنا إلى أعلى أو هبطنا إلى أسفل فهذا يمثل البعد الثالث . وأي شكل فراغي مثل سيارة أو منزل ممكن تمثيله بواسطة هذه الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع . وبعد اكتشاف النظرية النسبية أضيف إلى هذه الأبعاد الثلاثة الفراغية بعدا رابعا وهو الزمن
معنى ذلك أننا في حياتنا هذه في هذا الكون وتحت السماء الدنيا نعيش في أربعة أبعاد فقط ثلاثة أبعاد فراغية وبعدا رابعا للزمن فأين إذن الأبعاد الستة الباقية ؟
إحتار الفيزيائيون في الإجابة على هذا السؤال . فقد طرحوا اقتراحا للإجابة على هذا السؤال يقول إن الأبعاد الستة الباقية ملفوفة داخل هذه الخيوط في حيز يقل حجمة عن جزء من بليون بليون من المليمتر , ونتيجة هذا الصغر المتناهي فإننا لا نرى ولا نشعر بهذه الأبعاد . ولكن حتى الآن لم يظهر أي تدعين لهذا الاقتراح فلماذا لفت هذه الأبعاد الستة في ذلك الحيز الضيق المتناهي في الصغر وتركت الأربعة الآخرين ؟ وهل من الممكن أن يكون هناك تفسير آخر ؟ بدلا من أن تكون الأبعاد الستة متناهية في الصغر فقد تكون متناهية في الكبر . أي تكون خارج الكون أو خارج السماء الدنيا وفي هذه الحالة أيضا لن نلاحظها ولن نراها لأنها خارج كوننا
إن عدد السماوات التي تقع فوق سمائنا الدنيا هو ست السماوات وعدد الأبعاد الناقصة التي يبحث عنها الفيزيائيون ستة أبعاد فهل من الممكن أن تمثل كل سماء فوق السماء الدنيا ببعد من هذه الأبعاد ؟ ومن حسن الحظ أن الحل الرياضي يسمح بتكرار بعد أو أكثر في الأكوان الأخرى . فمن الممكن أن نشعر بعامل الزمن في هذه السماوات وممكن ألا نشعر به .
كذلك يمكن أن يكون في كل كون من هذه الأكوان بعدا واحدا فراغيا أو أكثر وإذا تلاشى عامل الزمن في أي سماء من هذه السماوات أو فيهن كلهن أصبحت الحياة فيهن خلودا متواصلا . وإذا تلاشى أي بعد فراغي من أبعادنا الرئيسية تصبح الحياة لمخلوقات في أشكالنا مستحيلة ولزم علينا إذا وصلنا إلى أي من هذه السماوات أن نتحول إلى مخلوقات مستوية تسطيع العيش في بعدين فراغيين فقط أو إلى مخلوق كالسهم المارق لا يتحرك إلا في بعد واحد كشعاع الضوء مثلا
قد تأخذنا هذه الاحتمالات والاقتراحات مرة أخرى إلى الخيال العلمي ولكن الافتراض بأن الأبعاد الستة تقع خراج سمائنا الدنيا ليس أكثر خيالا من الافتراض بأن الأبعاد الستة ملفوفة داخل الخيوط العظمى.



الاثنين، 2 نوفمبر 2009

الفلكي المؤمن - أجسام في الكون 1




الفلكي المؤمن - أجسام في الكون 1











الثريــــــــــا
مجموعة نجوم موقعها في برج الثور , عرفت منذ القديم بالأخوات السبع فإسم الثريا مشتق من الثروة والثراء
لاقترانها بالمطر والخير الوفير اليوم وبالعين المجردة تستطيع أن تميز 6 نجوم بسهولة , ولكن أجدادنا وبقوة بصرهم كانوا يرون السبعة نجوم بوضوح حيث يتوسط النجم السابع هذه المجموعة

وتبعد الثريا عنا حولي 541 سنة ضوئية , وألمع نجومها يعرف بعقد الثريا الكيون . وقوة لمعانة الظاهري 2,86
وحجمه 9 أضعاف حجم الشمس وحرارة سطحه 5 أضعاف حرارة الشمس . وأوضح ما تكون الثريا في فصل الشتاء





السديم الكوكبي المدهش
تبين الصورة السديم الكوكبي المدهش أن جي . سي 6751 الذي يبدو متوهجا مثل عين عملاقة , وهو عبارة عن سحابة غازية أطلقها النجم الظاهر في مركز الصورة قبل آلاف السنين




سديم عين القطة - النجم الميت
قال تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) الواقعة - ( يسأل أيان يوم القيامة * فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) القيامة

تظهر هذه الصورة الملونة بنية السديم الكوكبي : وهي سحب ضخمة من الغاز قذفها نجم ميت في انفجارات
متتالية . وقد طرقت القذيفة المتطاولة للغاز المتوهج الناشئ عن انفجار حديث بغيمتين غازيتين قذفتا في انفجار سابق . وبقايا تستهلك نواتها الهيدروجينية وستتضخم حتى تبلغ الأرض , وسوف يستمر ما ترميه من المقذوفات الغازية في التوسع حتى تتحول الشمس إلى سديم كوكبي .





مجرة الاندروميدا أو المرأة المسلسة
تبعد عنا بنحو مليونين من السنين الضوئية , قد صدر منها هذا الضوء منذ مليوني سنة مضت , أي عندما لم يكن الإنسان قد وجد بعد على سطح الأرض والضوء الذي يصل الينا منها الآن إنما يجعلنا نراها كما كانت منذ مليوني سنة مضت , ونحن لا نعرف عنها شيئا الآن , ولابد أنها تحركت من مكانها مثلها في ذلك مثل بقية المجرات الموجودة في الكون .




سديم السرطان
نجم نيوتروني يدور على محورة 30 مرة في الثانية يرسل أشعة سينية من مركز السديم .








السديم الثلاثي الفصوص - سديم ابتعاث
منطقة يتكتل فيها الغاز والغبار معا ليشكل النجوم





مثال جميل للسديم الكوكبي
NGC 3132
بشكل الصدف المدهش
المحاط بغاز مضيئ حول مركز النجم
معدل تمدد الغاز حول النجم ما يقارب 9 ميلر لكل ثانية





تصادم مجرتين في الفضاء
مجرتين بشكل حلزوني وهما يمران بالقرب من بعضهما البعض مما شكل تصادم مجري خطير وقوة الجذب تبقى للمجرة الأكبر NGC 2207
والتي تقوم بتشويه فضاء المجرة الأصغر حجما NGC 2163 .





سحابة برج الصياد 

سحابة برج الصياد الرائعة والتي تبعد عنا حوالي 1400 سنة ضوئية ويبلغ حجمها تقريبا 25 سنة ضوئية وعندها تتولد النجوم بأعداد كبيرة . إن الجمال الكوني في هذه اللوحة لا تخطئه العين وصدق تعالى بقوله الكريم : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم
كيف بنيناها وما لها من فروج ) وقوله تعالى : ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ) صدق الله العظيم





الإعجاز القرآني في الفلك 1


الإعجاز القرآني في الفلك


أصـل الكون

قال تعالى:{ أولم ير الذين كفروا  أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ..}
هذه الآية تخبرنا أن السموات والأرض كانتا شيئاً واحداً ثم انفصلتا .. هذه معجزة من معجزات القرآن الكريم يؤيدها العلم الحديث الذي قرر أن الكون كان شيئاً واحداً من غاز ثم انقسم الى سدائم ...وعالمنا الشمسي كان نتيجة تلك الانقسامات.
ومما يؤيد هذا القول أن العلماء استدلوا على أن الشمس (67) عنصرا ،ً وسيزيد المستدل عليه من العناصر في الشمس إذا ذللت الصعوبات التي تقوم في هذا الشأن .
والعناصر الشهيرة في الشمس شهيرة بيننا نحن معشر أهل الأرض وهي)الهيدروجين – الهيليوم-الكربون-الآزوت- الأوكسجين-الفوسفور-الحديد..)
استدل العلماء على كل هذا بالتحليل الطيفي –وهو الذي استدل به الكميائيون اليوم في مختبراتهم على ما تحتويه المواد الأرضية من عناصر يكشفون عن نوعها ومقدارها.
وهذه هي الفكرة العلمية الجديدة عن الكون ...فقد توصل العلماء خلال أبحاثهم ومشاهداتهم لمظاهر الكون أن المادة كانت جامدة وساكنة في أول الأمر،وكانت في صورة غاز ساكن كثيف متماسك.
وقد حدث انفجار شديد في هذه المادة قبل 5000،000،000،000 سنة على الأقل فبدأت المادة تتمدد وتتباعد أطرافها .. ونتيجة لذلك أصبح تحرك المادة أمراً حتمياً لابد من استمراره طبقاً للقوانين الطبيعية القائلة : إن قوة الجاذبية في هذه الأجزاء من المادة تقل تدريجياً بسبب تباعدها ومن ثم تتسع المسافة بينها بصورة ملحوظة.

نشــأة الكون
قال تعالى :{قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداًذلك رب العالمين .وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين .ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين}
القرآن يصرح أن السماء كانت في بدء خلق الكون دخاناً ..ويأتي العلم اليوم مصدقاً لما جاء به القرآن.
فالعالم الفلكي (جيمس جينز) يقول:
(( الراجح أن مادة الكون بدأت غازاً منتشراً خلال الفضاء بانتظام وإن السدائم خلقت من تكاثف هذا الغاز))
إن تشبيه مادة خلق السموات بالدخان دون (الهباء أو البخار او الهواء يشير إشارة مدهشة رائعة الى أن مادة السماء الأولية قبل خلقها كان لها من الصفات الهامة ما يشبه صفات الدخان العادي الذي يتصاعد من النيران..كانت مادة مظلمة بذاتها مفككة الأجزاء خفيفة ومنتشرة في الفضاء كما ينتشر السحاب ،ساخنة إلىحد ما ،وهي كالدخان العادي كانت حاوية لدقائق انواع المادة الثلاثة الصلبة والسائلة والغازية.

تمدد الكـون وتوسعه
قال تعالى:{والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}
في هذه الآية إشارة الىأن السماء وما فيها ..وحدود الكون والفلك في توسع مستمر ..وقد صرح القرآن بذلك .وأثبت علم الفلك  ذّلك أيضاً.
وقالوا إن الفلك والفضاء كالبالون ينفخ فيتوسع شيئاً فشيئاً . وقد لاحظ علماء الفلك في اقصى مايدركه المنظار علامات تدل على حركة السدم الخارجية..حركات نظامية ،واستدلوا منها على أن جميع السدم الخارجية أو (الجزر الكونية)تبدو على أنها تتباعد عن مجموعتنا الشمسية..بل إنها تتباعد عن بعضها البعض.
إن العلماء يعتقدون ان دائرة المادة كانت (1000) مليون سنة ضوئية في أول الأمر ..وقد أصبحت هذه الدائرة الان عشرة امثال بالنسبة إلى الدائرة الحقيقية
وهذه العملية من التوسع والامتداد مستمرة دون توقف..

حركة الشمس وجريانهـا
هل الشمس  ثابتة ؟...الجواب: لا
دل الرصد على ان الشمس تسبح في الفضاء متنقلة بين النجوم والشموس وسرعتها قدرت بثلاثين كيلومتر في الثانية الواحدة ،وهي متجهة نحو أحد النجوم المعروف باسم (الجاثي على ركبتيه)مصحوبه يسياراتها ..وعلى هذا يكون مدار الأرض حول الشمس حلزونياً لا إهليجياً....
والشمس في حركتها السنوية تمر بما يسمى البروج وهي المناطق الممتدة على جانبي الشمس.. وقد قسمها الفلكيون الى إثني عشر قسماً كل منها سمي برجاً والشمس في كل شهر تمر ببرج .
قال تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم { .

الشمس جـرم ملتهب
الشمس
إن القرآن الكريم حين يتحدث عن الشمس يصفها دائماً بأنها (سراج منير) فا لسراج والإضاءة صفتان للشمس دائماً..
قال تعالى:{تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً{
ويلاحظ أن القرآن إذا تحدث عن القمر وصفه دائماً بأنه منير ..فالإنارة صفة للقمر دائماً  .
وإذا عدنا إلى اللغة العربية لنتبين المعنى الدقيق لكل من (سراج ومضيء) و(منير) ولنقف على مظاهر الفرق بينهما نجد أن الشيء لايقال عنه (سراج أو مضيء) إلا إذا كان الشعاع منبعثاً من جوهره ..وتقول عنه (منير) إذا انعكس عليه الضوء من جرم آخر..
وبناء على هذا البيان اللغوي تكون الآية ناطقة بأن الشمس جرم ملتهب وأن القمر جسم بارد لاحرارة فيه ،وإنما يكسب نوره من الشمس .

تعد د الشمـوس
قال تعالى:{ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ،لاتسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون}
إن نون النسوة والتي هي للجمع في قوله تعالى (خلقهن)فيها إشارة إلى تعدد الشموس والأقمار..هذا ماأثبته العلم.
ففي الفضاء تسير مجموعات شمسية مع كواكبها التي هي مثل شمسنا وأعظم منها ،ولكل كوكب قمر تابع له أوأكثر من قمر ..فسبحان المسير لتلك الأجرام بدقة وانتظام.
لقد اكتشف علماء الفلك أن الشموس تزيد عن مائتي مليون شمس ،هذا ما تم اكتشافه ،فما بالك بالذي لم يتم كشفه حتى الآن .
انقضـا ض الشهب

الشهب:
(( هي نقطة مضيئة تلمع في السماء وتسير بحركة سريعة تاركة وراءها ذيلاًمنيراً ثم لاتلبث ان تنطفيء))
وفي لسان العرب :(الشهب) مفردها  (الشهاب) الذي ينقض ليلاً وهو في الأصل الشعلة من النار. هذه الشهب أشار إليها القرآن الكريم إشارة صريحة بنفس التسمية التي أخذها العلم واطلقها ((الشهب))
قال تعالى:{إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .وحفظا من كل شيطان مارد . لايسمعون إلى الملأ  الأعلى ويقذفون من كل جانب . دحوراً ولهم عذاب واصب.إلا من خطف  الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}
وإرسال الشهب –كما قرر القرآن-هو على الشياطين صداً لها عن إستراق الشمس ومنعاً لها عن تجاوز حدود معينة في اتجاه السماء:
{وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً}  .


القمر كان مشتعلاً ثم انطفأ
القمر
لقد كشف العلم أخيراً ان القمر كان مشتعلاً في القديم ثم محي ضؤوه وانطفأ وهذا السر لم يعرف إلا قريباً ،وبعد أن تيسرت الآلات للباحثين .. جاء ذلك في  قوله تعالى :  (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل  وجعلنا آية النهار مبصرة}
فآية الليل القمر ،وآية النهار الشمس ،ومحونا آية الليل أي طمسناها وأزلنا ضوءها ،والمحو والطمس لايكون إلا بعد  الإنارة ،فمن هنا عرفنا أن القمر كان مشتعلاً ثم محي ضؤه .
وقد ورد هذا الكشف العلمي على لسان حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث يقول ((كان القمر يضيء كما تضيء الشمس ،والقمر آية الليل والشمس آية النهار(فمحونا آية الليل) السواد الذي في القمر)) .

كرويـة الأرض

الأرض
يقول تعالى:{والأرض بعد ذلك دحاها )
لفد وردت كلمة (دحا) صريحة، و(الدحية) :هي بيضة النعام ..فالآية الكريمة ، إذن حددت ليس كروية الأرض فقط ..بل حددت كونها بيضوية وهذا ما ثبت يقيناً بالأقمار الصناعية التي صورت الأرض من بعد آلاف الكيلومترات..
وعندما يقرأ الإنسان المؤمن الآية الكريمة :{ وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق{
إن كلمة ( عميق ) هذه تشهد بعظمة القرآن الكريم ..فلو كانت الأرض مستوية مسطحة لقال القرآن (يأتين من كل فج بعيد)لأن كلمة (بعيد) تفيد المسافة بين شيئين على مستوى واحد .. ولكن الأرض كروية ..فالقادمون إلى مكة المكرمة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها، وذلك بحسب انحناء الأرض الكروي لذا جاءت الآية ( من كل فج عميق ) .
وهذا في القرآن كان وما يزال يتلى منذ قرون طويلة ...إنها حقائق علمية رائعة .  


دوران الأرض

لقد أثبت القرآن الكريم حركة دوران الأرض ..وكانت كلمات القرآن الكريم منتقاه بعناية ودقة  من لدن حكيم خبير لاتترك مجالاً للشك عند أهل العلم ..فقال تعالى – بأسلوب  إعجازي هو أسلوب القرآن الكريم الدائم:
{   وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون{
إن هذه الآية تقرر أن جميع الأجسام التي تخضع لجاذبية الأرض مثل الجبال والبحار والغلاف الجوي..إلخ..تشترك مع الأرض في دورتها اليومية حول محورها ،ودورتها السنوية حول الشمس..وبذلك يصبح نصف وجه الأرض في ظلام دامس في الليل بينما نصفها الآخر في النهار نتيجة لدوران الأرض حول نفسها ..لكن هذه الدورة لاتدرك بالحس فهي مثل حركة السحاب في الجو..
فلماذا لانطأطيء الرؤوس لعظمة السبق الموجود في القرآن اعترافاً بإعجازه العلمي؟.

الحياة على ظهـر الكواكب
لابد أنهم يشبهونه الى حد ما
يقول تعالى:
{ولله يسجد ما في السموات ومافي الأرض من دآبة والملائكة وهم لايستكبرون}
ويجب أن لانظن مطلقاً ان الملائكة يدخلون في معنى كلمة (دآبة) لانهم لايدبون على الأرض ولايسيرون على أقدام..ولاتعني كلمة (دآبة) إلا كائنات حية يشكل الماء العنصر الرئيسي في تركيبها العضوي أياً كانت هذه  الدآبة لقوله تعالى :
{والله خلق كل دآبة من ماء }
هذا ما أشار إليه القرآن الكريم ..فماذا قال العلم في ذلك؟
-إن بعض علماء الفلك يقولون ((ليس الغريب أن تكون بعض الأجرام السماوية مسكونة بالاحياء بل الغريب ألا تكون كذلك))
وقد أعلنت مؤسسة (ناسا) للأبحاث الفضائية في (كاليفورنيا) عام 1970((أن النيزك الذي وقع العام الماضي في استراليا يحتوي على حموض أمينية ..وهي تعتبر حجر الأساس  في بناء  العضوية الحية ..حيث يتوقع إمكانية وجود الحياة  خارج هذه الكرة الأرضية))
وفي عام 1974م تم إرسال أول رسالة الى الحضارات الكونية استغرق بثها ثلاث دقائق .وكانت هذه الرسالة قد صممت بحيث تقدم معلومات أساسية عن حضارة الأرض وسكانها ..وقد كتب لهذا التصرف أن يواجه بانتقادات عالمية باعتبار أن هذا العمل يهم البشرية بأجمعها وليس فقط الفئة التي قامت بإرساله..
شهــاد ة منصـف
تجدر الإشارة إلى إسلام أحد مشاهير العلماء المتخصصين في علم  الفلك وهو(بروسو يوشادي كروزاي)وهو مدير مرصد طوكيو الفلكي في اليابان والذي يعتبر  بحداثته وتجهيزاته ثاني مرصد في العالم ..وقد شاء الله أن يزور هذا الرجل السعودية ،وهناك تمت معه مناظرة علمية كبيرة في جامعة الملك عبد العزيز ،حضرها حشد كبير من العلماء المتخصصين في علوم الفلك والجيلوجيا..وإلى جانبهم بعض علماء المسلمين مثل الشيخ عبد المجيد الزاندي وبعد أن طرحت عليهم مفاهيم القرآن العلمية في  علم الفلك والحقائق الكونية ..وبعد أن تفهمها بعمق وعلم كبير ،وبعد أن شرح الله صدره للإيمان لم يتردد في أن يعلن وثيقته التاريخية إقراراً وبخط يده وهذه ترجمتها الحرفية:
(( بعد أن قدمت إلى هنا وجدت أن في القرآن حقائق علمية كثيرة .والكون وما يحويه من كل شيء مشروح ومفسر في القرآن من أعلى نقطة في هذا الوجود ..حتى أن كل شيء فيه أصبح مفهوماً..وإني أعلن إسلامي)) .